تُعد قضايا الحضانة في السعودية من أكثر القضايا حساسية في نظام الأحوال الشخصية، لما لها من ارتباط مباشر بـ مصلحة الطفل وحقوق الأبوين بعد الطلاق أو الانفصال. وقد جاء نظام الأحوال الشخصية السعودي، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/73) بتاريخ 6/8/1443هـ، ليضع تنظيمًا قانونيًا دقيقًا لهذا الموضوع بما ينسجم مع أحكام الشريعة الإسلامية ويخدم مصلحة المحضون قبل كل شيء.
أولًا: تعريف الحضانة ومشروعيتها
الحضانة شرعًا هي: «رعاية الصغير الذي لا يميز، وتربيته، والقيام بشؤونه، وتعليمه، وتأديبه، وتوجيهه بما ينفعه في دينه ودنياه».
وقد أثبتت الشريعة الإسلامية حق الحضانة للأم في حال عدم وجود مانع شرعي، لقول النبي ﷺ:
«أنت أحق به ما لم تنكحي» – رواه أبو داود وصححه الألباني.
ثانيًا: تعريف الحضانة في نظام الأحوال الشخصية السعودي
جاء في المادة (125) من النظام أن الحضانة هي:
“حفظ من لا يستقل بنفسه عما يضره، وتربيته، والقيام على مصالحه، بما في ذلك التعليم والعلاج”.
يُفهم من هذا التعريف أن القانون السعودي لا ينظر للحضانة كحق للأب أو الأم، وإنما كمصلحة للطفل يجب مراعاتها في جميع الأحوال.
ثالثًا: التنظيم النظامي للحضانة في السعودية
1. ترتيب مستحقي الحضانة – المادة (127)
“تكون الحضانة للأم، ثم الأب، ثم للمحارم من النساء، ويُراعى في ذلك مصلحة المحضون”.
هذا الترتيب توجيهي وليس إلزاميًا، ويمكن تجاوزه إذا اقتضت مصلحة الطفل ذلك.
2. شروط الحاضن – المادة (125)
كمال الأهلية.
القدرة على تربية المحضون ورعايته.
السلامة من الأمراض المعدية الخطيرة.
3. شروط إضافية – المادة (126)
• إذا كانت الحاضنة امرأة، يجب أن تكون غير متزوجة من رجل أجنبي عن المحضون، ما لم تقتضِ مصلحة المحضون خلاف ذلك.
• إذا كان الحاضن رجلًا، يجب أن يكون ذا رحم محرم للمحضون (إذا كانت أنثى)، وأن يقيم معه من يصلح للحضانة من النساء.
رابعًا: حالات سقوط الحضانة – المادة (128)
إذا تخلف أحد شروط الحضانة المنصوص عليها في المادتين (125) و(126).
انتقل الحاضن إلى مكان يُفوت مصلحة الطفل.
إذا سكت مستحق الحضانة عن المطالبة بها مدة تزيد عن سنة دون عذر، ما لم تقتض مصلحة الطفل خلاف ذلك.
خامسًا: الأدلة الشرعية على أحكام الحضانة
1. حديث النبي ﷺ:
«أنت أحق به ما لم تنكحي» – يدل على أن الحضانة للأم في الأصل، ما لم يوجد مانع.
2. حديث آخر عند التنازع بين الأبوين:
«هذا أبوك وهذه أمك، خذ بيد أيهما شئت» – رواه النسائي وأحمد.
ويُفهم منه اعتبار رغبة الطفل إذا كان مميزًا.
الخاتمة:
تقوم أحكام الحضانة في النظام السعودي على أسس شرعية تراعي مصلحة الطفل، وتوازن بين حقوق الأبوين واحتياجات المحضون النفسية والاجتماعية. ويُعد نظام الأحوال الشخصية السعودي خطوة متقدمة نحو عدالة أسرية شاملة تراعي مقاصد الشريعة ومتطلبات الواقع المعاصر.
تواصل مع محامي حضانة في المدينة المنورة
نحن في مكتب المحامي عماد للمحاماة والاستشارات القانونية والشرعية نقدم خدمات متخصصة في قضايا الحضانة في السعودية، ونوفر لك استشارات قانونية موثوقة تساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة في هذه القضايا الحساسة لحجز استشارة [أضغط هنا]
📞 للتواصل: 0590409559
نؤمن أن الاستعانة بمحامي أحوال شخصية متخصص ليست مجرد خيار، بل ضرورة لضمان تحقيق مصلحة الطفل وحماية حقوق جميع الأطراف.
اختيار المحامي المناسب يمكن أن يصنع الفارق في مستقبل أطفالكم – وهذا هو هدفنا السامي.
أ. أكرم حسين أحمد انقى
فريق عماد للمحاماة والإستشارات القانونية والشرعية

لا تعليق